الخصائص الطبيعية للمغرب 🇲🇦
بحكم موقع المغرب الجغرافي الذي يقع في مفترق الطرق بين أوروبا وأفريقيا، وانفتاحه على مياه البحرالأبيض المتوسط وعلى المحيط الأطلسي، يعتبر المغرب موطنا للمناظر الطبيعية الفريدة ووجهة غنية بالتناقضات، مع تاريخ يمتد إلى ألفي عام، مما يحرك الفضول والاكتشاف في هذا الوطن الذي تعاقبت فيه العديد من السلالات، ستكتشف بقايا أعظم حضارات البحر الأبيض المتوسط. في شمال المغرب، ستقف على الآثارالرومانية ،تشهد قطع من فن العمارة في الرباط على الاستعمار الفرنسي. في كل مكان، هناك العديد من الكنوز التي تشهد على تعاقب الحضارات الإسلامية: قصبةالإوداية ، المساحات الخضراء لحدائق المنارة كما يتميز المغرب بتنوع مناظرهالطبيعية. بين البحر والجبال والرمال الصحراوية والسهول الخضراء، المغرب هو بلد الطبيعة الخلابة لكل من يعشق الهدوء وجمال الطبيعة
الصحراء
تقع إلى الشرق والجنوب من جبال أطلس، وهو إقليم جاف أجرد يغطيه الحصى والرمال والفتات الصخرية والواحات المتناثرة.
عرق الشبي هي كثبان رملية متواجدة بصحراء مرزوكة جنوب شرق المغرب، على بعد نحو 50 كيلومتر من مدينتيّ أرفود والريصاني. وهي كثبان رملية تكونت بفعل الرياح مُشكلة بذلك تلال متفاوتة الارتفاع والأشكال والألوان .
وتنتشر في صحراء مرزوكة مساكن على شكل خيم تقليدية مهيأة لاستقبال الزوار.
الوديان والأنهار
تعدّ المغرب من أغنى البلاد العربية بالمياه. ففيها شبكة نهرية مهمة من الروافد المائية الجبلية التي تنحدر نحو المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وتنبع من جبال أطلس الوسطى بصفة عامة. وتنحدر أنهار المغرب جميعًا نحو المحيطالأطلسي، عدا نهر الملوية، الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الحدود الجزائرية. وتفيض أنهار المغرب في فصل الشتاء وفي مطلع الربيع، بينماتقل مياهها في فصل الصيف، وتتفق أنهار المغرب جميعًا في سمة واحدة هي أنها متدفقة الجريان، وتفيض سيول الريف في أشهر الخريف، كما تفيض فيالربيع بعد أن يذوب الثلج فوق الجبال.
ومن أهم هذه الأنهار :
نهر سبو ونهر أم الربيع أفضل أنهار المغرب جريانًا، ثم نهر ابو رقراق، ونهر دراع(درعة)، ونهر سوس، ونهر الملوية .
المناخ
يسود المناخ المتوسطي في بلاد المغرب العربي، الذي يتجاذبه عاملا البحر والصحراء، ويختلف حسب اختلافهما شدة وضعفاً، وللتضاريس دور بارز في توزيع عوامل المناخ من حرارة ورياح وأمطار.
الحرارة: تختلف الحرارة في بلاد المغرب العربي باختلاف التضاريس، وهي متأثرة بالبحر في الجهات الشمالية والغربية، وبالصحراء في الجهات الجنوبية، فمعدل الحرارة في إقليم التل والسواحل شتاءً 12م، وصيفاً 24م ، أما في هضبة الشطوط فتصل الحرارة إلى الصفر شتاءً، وتنزل إلى تحت الصفر في المرتفعات، وهي لطيفة معتدلة صيفاً. وأما في الجهات الجنوبية فيسود المناخ الصحراوي، وتصبحالحرارة متغيرة بين الليل والنهار والصيف والشتاء، وفروق الحرارة عظيمة جداً.
الرياح: تتعرض بلاد المغرب العربي لرياح بحرية رطبة، ولرياح صحراوية جافةقاسية، وتسود الرياح البحرية الآتية من المحيط الأطلسي، وخاصة الرياح التجاريةالعكسية، وهي العامل الأول في تلطيف الجو وتزويد البلاد بالأمطار، ولولاهالصعبت الحياة في أكثر مناطق المغرب.
أما الرياح الصحراوية فهي الآتية من الصحراء الإفريقية الكبرى، والمتجهة شمالاً،وتعرف باسم «السيروكو» أو زفير الصحراء، وهي حارة لأنها تهب في موسم الصيف، حاملة معها الغبار، وتكون شديدة الهبوب،وتتمكن من اجتياز جبال الأطلس، والتأثير في جميع البلاد حتى المناطق البحرية، لأن هذه الرياح تتابعسيرها فوق سطح البحر المتوسط ويصل تأثيرها إلى جنوبي أوروبا ، في اليونان وصقلية وإيطاليا.
الأمطار: تتعرض بلاد المغرب العربي للرياح التجارية العكسية، كما تجتاحها الانخفاضات الجوية أو الأعاصير شتاءً، حاملة معها بخار الماء الذي ينعقد مطراً. وتختلف كميته باختلاف موقع الجبال ومواجهتها للرياح المطيرة. ويمكن القول بصفة عامة: إنها تقل من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق، ولايشذ عن هذا إلا منطقة تونس.
الأراضي الساحلية المنخفضة
تقع على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وترتفع الأرض بالتدريج من الساحل الأطلسي مكونة هضبة تمتد باتجاه الجبال. وتروى أراضيالمزارع الخصبة في المنخفضات الساحلية بواسطة المياه التي تجلبها الأنهار الضحلة العديدة بالإقليم. وتزرع هنا أكثر المحاصيل المغربية. سلسلة جبال أطلس.
تنقسم الجبال في المغرب إلى سلسلتين رئيسيتين:
الأولى:ساحلية بجوار ساحل البحر الأبيض المتوسط وتعرف باسم الريف أو أطلسالساحلية
والثانية :إلى الداخل قليلاً وتعرف باسم جبال أطلس أو أطلس الداخلية.
تنقسم الأخيرة إلى ثلاث سلاسل متميزة:
أطلس الكبير، وأطلس المتوسط، وأطلس الصغير (جبال أطلس الصحراوية). وتقطع هذه الجبال أودية عميقة خصبة.
جبال الريف. تقع شمالي المغرب ممتدة بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط علىشكل أقواس واسعة من مضيق جبل طارق حتى نهر ملوية.ويعتقد. ويكون الساحلبجوار هذه الجبال صخريًا مرتفعًا كثير الرؤوس.
أطلس الداخلية. تخترق وسط المغرب من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي،وتنقسم إلى:
1- أطلس الكبير، وهي سلاسل جبلية شامخة تمتد من رأس أغادير على المحيط الأطلسي في اتجاه شمالي شرقي وأعلى قممها قمة جبل طوبقال، الذي يبلغارتفاعه 4,165م جنوبي مدينة مراكش، وهي أعلى قمة جبلية في الوطن العربي.
وتتميز هذه الجبال بوجود الممرات والمضايق التي تسلكها الطرق المعبدة الصالحة لسير السيارات، كما تشتهر بجمالها وغاباتها التي تجتذب السياح للنزهة والاصطياف والتزلج.
وتنقسم هذه السلسلة بدورها إلى كتلتين تنفصلان عن بعضهما بوساطة ممرتلويت، والكتلة الغربية أكثر ارتفاعًا من الشرقية وتوجد بها قمم عالية تتجاوز4,000م.
وتحصر السلاسل الجبلية الثلاث السابقة فيما بينها مجموعة من الهضاب العالية تعرف بالشطوط ، يتراوح ارتفاعها بين 700 و900م، وتتميز بضيقها في الأطراف واتساعها في الوسط، ومنها شط الجفنة والشط الشرقي وهضبة المزيتا أو المائدة المراكشية التي تقع إلى الشرق من سلسلة أطلس الوسطى. وتمتاز هذه الشطوط بأن تصريفها داخلي، ولذلك تكثر فيها البحيرات المالحة.
الهضاب
هضبة الفوسفات وهضبة المعمورة.
السهول
تقع بين جبال أطلس بأقسامها المختلفة سهول مرتفعة ذات تربة خصبة،مثل سهول مراكش وتادلا وفاس ومكناس. كما تحف بساحل الأطلسي بعضالسهول الفيضية الخصبة، يفصل بعضها عن الآخر مناطق من السبخات والمستنقعات، وهي سهول الشاوية، دكالة، وسهل سوس الذي يفصل أطلسالعظمى عن أطلس الصحراوية.
سهول الشاوية
النبات والحيوان
تختلف الحياة النباتية في بلاد المغرب الكبير، ليس باختلاف أقسامها السياسية،وإنما باختلاف تضاريسها. ويمكن تقسيمها إلى مناطق متوازية تتتابع من البحر الى الصحراء على طول البلاد: ففي إقليم التل والمناطق المطلة على المحيط الأطلسي من المملكة المغربية، تسود نباتات حوض البحر المتوسط من خضر وفاكهة وكرمة ونخيل، وأكثر النباتات التي يمكن أن تخزن كميات من المياه لتقاوم فترة الجفاف، أو يمكنها أن تخزن لتستعمل في الغذاء شتاء في موسم فقدانها. وقد نجحت زراعة التوت على سفوح الجبال المعرضة للرياح الرطبة. وتوجد فيالمرتفعات الجبلية غابات مجتمعة ومتفرقة لكثير من أشجار حوض البحر المتوسط،كالسنديان بنوعيه الأخضر والفلّيني، والعرعر وشجر الأرز والصنوبر والبلوط،وهي تمدّ الأهالي بالخشب والفلين ومواد الصباغة، كما تزرع أشجار الفستقواللوز، وتقل هذه الأشجار جنوباً لغلبة المناخ الصحراوي، حتى إن أشجار الزيتون تنعدم في الجنوب، لبعدها عن المناخ المتوسطي، ولاتُرى إلا أشجار النخيلالمتجمعة في واحات عديدة منتشرة هنا وهناك بكثرة وسط بحر من الرمال.
وفي الشطوط وفي أكثر مناطق الأطلس، ينبت نبات الحلفاء Alfa، وهو أكثرالنباتات انتشاراً، وهو أعشاب دائمة الأوراق، تتحمل تقلبات الجو الفجائية والشديدة،وذات سوق طويلة مرنة وقوية، يصنع منها الأهلون الحصر والحبال والقفاف وغيرها، وقد صارت لها قيمة تجارية عظيمة بعد أن نجح تحويلها إلى عجين الورق، وأصبحت أوربا تستورد جميع المحصول.
وما قيل عن النبات يُقال عن الحيوانات المستأنسة والبرية، ويلاحظ هنا أن جميع الحياة الحيوانية في بلاد المغرب العربي هي من أنواع الحيوانات التي تعيش في ساحل البحر المتوسط، وخاصة في جنوبي أوربا، ولا ترتبط بالمجموعة الحيوانية الإفريقية،فالزرافات والغزال وحمار الوحش والفيل والقرد وغيرها من الحيواناتالتي تتميز بها إفريقيا، تكاد تكون معدومة في المغرب العربي الكبير.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقك أن كان لديك تساؤل