الحرف والصناعات التقليدية 🇲🇦
حرف و الصناعات التقليدية في الحضارة المغربية
الحرف اليدوية أو الصناعة التقليدية المغربية هي جزء من التراث الوطني المغربي بل تعتبر حرفا مارسها الصانع المغربي عبر قرون من الزمن وبهذا تكون موروث حضاري تتعاقبه الأجيال ، بل لا يكاد يخلو منزلا في المغرب دون وجود طابع للصناعة التقليدية المغربية.
و تحتل الصناعة التقليدية مكانة مهمة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي في المغرب، وهي تسهم بحوالي 8 في المئة من الناتج الوطني الإجمالي. كما توظف أكثر من مليونَيْ شخص، وهو ما يعادل حوالي 20 في المئة من السكان الناشطين اقتصادياً. وفي السنوات الماضية، عرفت هذه الصناعة انتعاشاً بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
و نظرا لمهارة الصانع المغربي وذوقه الرفيع فقد ساهمت الصناعة التقليدية المغربية في إنعاش السياحة في المغرب ومن الغريب أن منتوجات الصناعة التقليدية المغربية لم تتأثر بالصناعة الحديثة فدائما وعبر عدة سنوات كانت منتوجاتها الأكثر طلبا في الأسواق المغربية و العالمية رغم غلاء سعرها
بعد الفتح الإسلامي عرفت بلاد المغرب حضارة وثقافة جديدة، وظهرت صناعات يدوية متطورة، وتطورت أخرى كصناعة النقود مثلا، و حيث ضربت الدراهم الأولى باسم إدريس الثاني (181 للهجرة). ومن الناحية العمرانية نشطت حرف تقليدية مرتبطة بهذا الميدان كالنجارة والحدادة والنقش على الحجر والجبس، والزليج والزجاج، وصناعة الرخام.
×وتطورت الحرف والفنون التقليدية في عهد المرابطين وفي عهد الموحدين، إذ عرف المغرب حركة عمرانية ونهضة حرفية، وبلغ مرحلة من الازدهار الحرفي على عهد بني مرين، تلتها مرحلة اضمحلال وتدهور في عهد الدولة الوطاسية، غير أنه بتولي المولى أحمد المنصور الذهبي السعدي الحكم (1576م)
عمد إلى تنشيط الناحية التجارية لدى سكان البادية وتشجيعهم على أعمال البيع والشراء، وإنعاش الصناعات التقليدية القروية حيث تم إحداث ما سمي بالقرى الصناعية في البادية لأول مرة في تاريخ المغرب ، وكان للوافدين من الأندلس الى المغرب الأقصى تأثير إيجابي على الصناعة التقليدية، إذ استنبطوا المياه وأحدثوا الأرحية الطاحنة بالماء، وعلموا أهل البادية أشياء لم يكونوا يعلمونها تضررت الحرف التقليدية بدخول المغرب في عهد الحماية (1912-1956) نتيجة فقدان المجتمع المغربي لذلك التوازن المتواصل قبل هذه المرحلة بين مدنه وبواديه، فقد سهل نظام
الحماية تغلغل نمط الإنتاج الرأسمالي ببنياته الصناعية ومؤسساته التجارية وبضائعه المتنوعة، الأمر الذي انعكس سلبا على الحرف بشكل تدريجي جراء المنافسة غير المتكافئة للتجارة الأوروبية .
.
من أهم و أشهر الحرف :
فن النقش على الجبس :
تشتهر المدن العتيقة بفن النقش على الجبس كفاس ومكناس والرباط ومراكش وتازة وتطوان وسلا وطنجة وأكادير، وغيرها من المدن الضاربة في عمق التاريخ و هو, من الفنون القديمة، لكن بروزه أكثر كفنّ يهدف إلى التجميل، وإضفاء الجمال على العمار ان النقش على الجبس ليس بالأمر السّهل كما هو الحال في فنّ النّحت .. فإذا كان هذا الأخير يتطلّب القوّة العضلية
والصّبر، والثقافة المعرفية الواسعة، فإن فنّ النقش يتطلّب إضافة إلى ما سبق الكثير من قوّة الملاحظة، والتأمّل والدقّة، والحكمة، والإلمام بقواعد الرياضيات والهندسة بصفة خاصّة، والإلمام أيضا بالزخرفة، وفنيات الحفْر على الجبس ..ومعرفة خصائص هذه المادة من حيث الاستعمال، والتشكيل، وتأثير الحرارة والبرودة عليها؛ لأن كما هو معروف أن الحرارة المرتفعة تُعيق استعمالها، وتُفقدها مرونتها التي بواسطتها يسهل التشكيل، ويتيسّر الحفّر. وبالتالي أنّ من يتعامل مع هذا الفنّ يُفترض أن يكون أخصّائيا فيه .
الحرف المتفرعة عن قطاع الجلد : .
دباغ الزيواني- دباغ - صانع الشربيل – صانع البلغة – صانع الأحذية – صانع النعالة– إسكافي – صانع المشايات – مقشر الجلود– صانع السطرمية أو (تاسوفرا) – صانع السروج – طراز الجلد – البزاطمي – صانع الحقائب والمحفظات والشكارة –خياط الملابس الجلدية – تجليد مختلف المنتجات – الهيادري وصانع الفراء – صانع اللبدة – التسفير
و التجليد والتذهيب- تجليد الأرائك والكراسي – صانع الأحزمة – الروابزي – صانع الدمى ومنتجات التزيين
دباغة الجلد في فاس المغربية.. رحلة مستمرة منذ 6 قرون493 حلة مستمرة منذ 6 قرون493
تعتبر صناعة الجلود من اكثر الحرف اليدوية القديمة في مدينة فاس المغربية. وطرق الدباغة لا تزال تجري بنفس الاساليب القديمة التي كانت تجري فيها منذ ستة قرون. وعرفت الشعوب صناعة الجلد منذ العصور القديمة، وتطورت بعض طرق الدباغة على يد الإغريق والرومان القدماء ومازالت تلك الطرق تستخدم الى يومنا هذا وتحديدا في مدينة فاس المغربي
صناعة الزرابي :
تعتبر صناعة الزرابي من أقدم الحرف التقليدية في المغرب، تستخدم إما للحماية ضد البرد أو لتزيين الصالون المغربي، يمكن أن نعتبر أن في المغرب يوجد نوعان من الزرابي أو السجاد: الزرابي المنزلية الحديثة، التي تصنع في الرباط، فاس و الدار البيضاء، بينما يصنع النوع الثاني من الزرابي أي التقليدية في بوادي الريف، الأطلس المتوسط، الأطلس الكبير الحوز و مراكش يوجد العديد من الحرفيين الذين يتقنون فن الزرابي، حيت أدخلواعليه تحسينات في أدوات الصنع، جودة النسيج و كيفية إنتاج السجادات في ظروف تمكن الصانع المغربي على القيام بعمل إبداعي فريد.
كل منطقة في المغرب تنتج أنواع مختلفة من الزرابي المغربية مصنفة حسب الاحجام والألوان و تعتبر حرفة نسج الزرابي موروث شعبي خالص في المغرب. حيت يستعمل في صنعها أجود مواد النسيج، وهذا يبرر ارتفاع تكلفة هذه الأعمال الحرفية
الخياطة و الطرز :
تعتبر هذه الصناعة من أهم الأنشطة التي تحتضنها المدن المغربية، تتنافس فيها أمهر الصانعات بمنتوجات تتميز بمقومات الأصالة والابداع. وأهم ما تشتهر به هذه الحرفة هو صناعة القفطان، هذا المنتوج الذي يجمع بين الأصالة (المتمثلة في الحفاظ على هذا الارث التقليدي الأصيل) والمعاصرة المتمثلة في إضفاء ابتكارات وابداعات متميزة تزيد من جماليته، و قد عرف انتشارا كبيرا في العديد من البلدان مما يعرف بالحضارة المغربية و يشرفها.
حرف صناعة المعادن :
هناك فرق بين المجوهرات التقليدية المغربية والمجوهرات العصرية :
المجوهرات التقليدية تصنع عموما من زخارف ذهبية محفورة بدقة وغالبا ما نجد فيها عدة أحجار كريمة متل (الزمرد والماس والعقيق والياقوت اللامع الذي يحبونه نساء مدينة "فاس") الذين يعتبرون أن مجوهرات الذهب تضفي رونقا على جمال المرأة المغربية فهي بالنسبة لهم ضرورية للحضور في المناسبات الخاصة و الأعراس و الزفاف
بالنسبة للرجال يفضلون ارتداء مجوهرات الفضة، المجوهرات الريفية في البادية، وخاصة في الجنوب، فلون المعادن النفسية في المغرب مشرق جدا، خاصة المجوهرات البربرية التي تعتبر غاية في الفخامة و الأكثر إثارة لاحتوائها على فضة نفيسة كما نجد بعضها يحتوي على نسبة عالية من البرونز مع وجود تصاميم هندسية وأحيانا بعض الزخارف الزهرية، الخرز الزجاجي أو الشمع الملون الذي يستعمل غالبا عوض الأحجار الكريمة .
إلى جانب المجوهرات، يشتهر صناع الحرف التقليدية في المغرب بصناعة اشكال معدنية تضم أساسا مواد المعدن (استخدام الحديد لإنتاج الأبواب والنوافذ والشرفات)
الأدوات النحاسية المغلفة، و كل ما يصنعه الحداد من (سبيكة من النحاس، الزنك والنيكل الذي تذكرنا بلمعان الذهب الأبيض). للإشارة فجل المعادن المستخدمة في هذه الحرف اليدوية مستخلصة من الذهب، الفضة والنحاس ومشتقاته
حجم الصادرات
شهدت صادرات المغرب في مجال الصناعة التقليدية انتعاشاً متصاعداً في السنوات الماضية. إذ ازداد نمو تلك الصادرات حوالي 20 في المئة بين عامي 2017 و2018، ووصلت مداخيلها إلى حوالي 6 ملايين دولار خلال الأشهرة الـ 10 الأولى من العام 2018. وتشكل أوروبا أكبر سوق خارجية لهذا القطاع، إذ تطورت نسبة الصادرات إليها أكثر من 15 في المئة في عام 2018، مقارنة بعام 2017.
تتقدم فرنسا لائحة الدول المستوردة منتجات الصناعة التقليدية المغربية بمعدل نمو يقدر بـ 51 في المئة، تليها إيطاليا بنسبة 41 في المئة، في حين تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة وارتفعت حصتها إلى 24 في المئة في عام 2018، ثم إسبانيا بنسبة 16 في المئة.
خطر الاندثار
يواجه بعض أنواع الصناعة التقليدية المغربية خطر الانقراض، بسبب انخفاض المبيعات وتراجع نسبة إقبال العمال عليها، وهذا ما يهدد باندثار صناعات دامت قروناً.
تقول جميلة لمصلي، وزيرة الدولة المكلفة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي "أُطلق برنامج المحافظة على حرف الصناعة التقليدية، الذي يضم حرفاً عريقة تستعمل تقنيات ومهارات عتيقة ودقيقة للتعبير عن ذوق أصيل وعن ممارسات موروثة تجعل من هذه الحرف كلها إرثاً وطنياً وذاكرة جماعية".
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقك أن كان لديك تساؤل